أنا حيط وولد النّاس خيط

عرضت القناة الفضائية اللبنانية"ألبيسي" الليلة الماضية برنامجا هامّا حول مسألة إجتماعية خطيرة ألا وهي " ختان الإناث" في بعض المجتمعات العربية والإسلامية مع التركيز على كلّ من مصر والسّودان وباعتبار أن المسألة قد أثيرت من قبل فإنّي سأتطرّق هنا إلى مسألة أخرى تكاد تكون مشابهة لختان الإناث وهي موجودة في تونس بالتّحديد وأظن أنّها مازالت مستعملة إللاى يومنا هذا وهذه المسألة تتمثّل في ما يعرف "بتصفيح الإناث" وهو عمل تقوم به النّساء الكبيرات في السّن للفتيات الصّغيرات اللاّتي لا تتجاوز أعمارهنّ الخمس سنوات بدعوى الخوف عليهنّ من فقدان عذريتهنّ وتتمثّل العملية في أن تستحمّ الفتاة على خشبة نول "منسج باللهجة التونسية" ثمّ تجرح في ركبتها سبعة جروح ثم تؤخذ حبات زبيب وتمرغ كل حبة بدم أحد تلك الجروح السبعة وتبتلعها الفتاة وهي تردد في كل مرة " أنا حيط وولد الناس خيط " سبع مرات وبذلك يتمّ حسب زعمهنّ تصفيح الفتاة وتحصينها حتّى إذا ما تزوجت أعيد الأمر بنفس الصورة من طرف الشخص الذي قام به أولا ورغم كون هذه العملية تعتبر نوعا من السّحر والشعوذة فإنها في أغلب الأحيان تكون لها نتيجة (أغلب ما في الأمر أن الفتاة تصاب بصدمة نفسية حاّة أثناء عملية التصفيح وترافقها هذه الصدمة حتّى ليلة زفافها) وأنا شخصيا سمعت عن حالات مشابهة لبعض المتزوّجين الذين تعرّضوا لحالات انهيار وإحباط أثناء ليلة الدخلة حيث يظن الزوج أنه مصاب بشيء ما ويتضح الأمر فيما بعد أن أمّ الزوجة أو جّدتها قد قامتا بتصفيح البنت وهي صغيرة وبمرور الزمن تكون الأم أو الجدّة قد نسيتا هذا العمل ولم تقوما بفكّ المعقود و قد يظن البعض أن مثل هذه الحكايات هي مجرّد خرافات ولكنها من صميم واقع بعض البيئات في المجتمع التونسي على الأقل ولا أدري إن كانت موجودة في المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى أم لا ويبقى السّؤال هنا لماذا يلجأ بعض أفراد المجتمعات العربية والإسلامية لهذه الطرق القروسطية للمحافظة على شرف وعفّة المرأة أليس من الأجدر تعليم وتربية الفتاة على أن تحافظ على شرفها دون اللّجوء إلى الختان أو " التصفيح"؟