خاطرة

بينما كنت أتصفّح أوراق كتاب قديم كنت قد أهملته عن قصد وقعت عيناي على ورقة صفراء عليها فقرة كتبتها بخطّي الرديء آنذاك ولم أتذكّر سوى أنّي أخذت تلك الفقرة من قصّة أو رواية كنت قد قرأتها وأناأزاول دراستي الثّانوية وها أنّي أعيد كتابتها هنا طمعا في أن يسعفني من يقرأها بالإجابة عن إسم كاتبها أو كاتبتها

لأوّل مرّة في حياتي كنت بعيدا عن أعين النّاس ولأوّل مرّة في حياتي كنت وحدي في عالم ليس بمقدوري أن أستوعب أو أن أقيّم مزاجه، عالم من الطّيور المزقزقة، من النّباتات المتعفّنة، من الحشرات الزّاحفة هنا وهناك بدون إنذار. لقد تهت ولم أكن أتوقّع أن يعثر عليّ من جديد. وضعت رأسي وصحت وكانت الشّمس تلفح وجهي بشراسة بشدّة بقوّة مثل الأتّون. إستيقظت من ذلك الكابوس النّهاري كما يمكن أن أقوم من كوابيس أخرى بظهور إخوتي. جاؤوا متعثّرين، منادين، يصعدون الهضبة القاسية في شكل سفح جاعلين لأنفسهم طريقا في الأعشاب الطويلة. ووجدوني هنا. وجوه ورديّة، مألوفة، حيويّة، عظيمة، تشعّ وكانت معلّقة بيني وبين السّماء، حاجبة أشعّة الشّمس كالدّروع. وجوه باسمة،وأسنان بيضاء بعضها مكسور وكأنّها وجوه جنّ تمسح الرّعب بتوبيخ حسن وحنينيّ